الشيخ أحمد علي الأهدل .. علم من أعلام المراوعه في تهامة الحديدة - اليمن

الأهدل.. ثمانية قرون من الزمن في اليمن



الشيخ أحمد علي الأهدل

الأهدل إسم منحوت وأصله علي على الله دل وبمعنى آخر أهدل بمعنى داني وقريب
من هدل أغصان الشجرة وتدني ثمرها والحقيقة الجمع بين التعريفين في ان الشيخ
علي بن عمر بن محمد بن سليمان الملقب الأهدل الذي عاش بين القرنين الخامس
والسادس الهجري كان رجلاً صالحاً وعلماً من أعلام اليمن في تهامة الحديدة..
ولد في مدينة الكدراء الواقعة على شعبة السوداء جنوب شرق مدينة المراوعة
والمراوعة قرية من قرى محافظة الحديدة كانت معقلاً وموطناً لقبيلة بني
مجدل.

ثم انتقل به ابوه الى مدينة المراوعة وبها ترعرع ونشأ بالطهر والمكارم
والسلوك المحبب الذي جذب الناس اليه حتى عني بالحفاوة والقبول وارتضاه أهل
المنطقة مرجعاً لمسائلهم الفقهية والعرفية.

وقبل بلوغه الثلاثين من عمره ولدله ولدان احدهما أبو بكر والآخر عمر بن علي
ومن هذين الفرعين المباركين تفرع بنوا الأهدل في اليمن وغيرها من المعمورة
وكان لهم الصيت الجميل والذكر الحسن وقد تفرع من هولاء الاشبال والنجباء
علماء فطاحل كان الناس يقبلون على مجالسهم ودورهم لطلب العلم بينما كان
هناك آخرون لم يخرج علمهم خارج مناطقهم لظهور بعض التعصبات والتحيز المذهبي
المغلق والمتشدد وارتباط ذلك المذهب بالسياسة والتطلع الى الحكم وبسبب تلك
التوجهات الصحيحة ومن بني الاهدل المنطلقة من الصفاء والانفتاح والاتساع
لجميع المدارس الشرعية وخلق الحوار والمناظرة وعدم الاختناق او الزام أي
احد بالاتباع بالقهر أو بالاغراء او بالتضليل الفكري حصل الاتساع لتلك
المدرسة العظيمة التي تخرج منها العظماء والصلحاء بدون تبعية عمياء بل
بالعلم والنظر والوقوف على الحقائق العلمية مما مهد لقبول علمهم والذي كان
البيت المفتوح لكل طالب وراغب أينما تواجدوا في العالم بدون شرط ولا قيد
فقد كان منهج علماء بني الأهدل المنهج المعتدل وسلكوا فيه الوضوح وعدم
الغموض مما لم يجعل فيه مجالاً للمتقول أو مدخلاً لمعترض وبهذا كان علماء
بني الأهدل اصحاب بروز وظهور في المجتمع اليمني وتداع عليهم الطلاب بعد ذلك
من الاقطار المجاورة مثل جبال عسير والحائل والحجاز والصومال والحبشة
وتواصل خبرهم حتى هاجر اليهم الطلاب من جنوب شرق آسيا مثل الهند وبنجلادش
وأندونسيا وانتقل مع اولئك الطلاب بالعلماء الى مناطقهم لأن علماء بني
الأهدل حملة دعوة الى الله سلمية بالحكمة والموعظة الحسنة واي وطن سكنوه
خدموا أهله بالعلم والثقافة وقد انتشرت مؤلفاتهم العلمية الشرعية والعربية
حيث بلغ النهار من العالم أمثال ذلك كتاب الكواكب الدرية شرح المتمة
الاجرمية ووبل الغمام في احكام المأموم والامام في الصلاة وما زالوا في كل
عصر لهم التقديم والشرف بالقناعة بدون فرض هيمنة ولا اغراء حتى جاء عصر
الصراع السياسي والفكري وهم على ذلك وفي العدد القادم نواصل مع إخواننا
القراء الحديث.

معلومات رائعة جداً

رحمة الله على شيخنا الأهدل

وتسلم يا إبراهيم

تحياتي

ربنا يرحمه

للأسف أحياناً يأخذنا الزمن بعيداً عن أعلامنا ومشائخنا