إبراهيم الشرقي المدير العام مؤسس الموقع
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 2060 نقاط : 57530 تاريخ التسجيل : 11/02/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : حكمة : إبتسم ,, فالوجوه البائسه لا تصلح الا للشحاته MMS :
| موضوع: ماهية الشعر عند أرسطو الإثنين يوليو 26, 2010 12:26 am | |
| ماهية الشعر عند أرسطو
الأربعاء - 14 - مارس - 2007 - عبدالكريم المدى لا شك أن الفلسفة اليونانية القديمة والرائدة والسباقة مثلت المدخل الأول، إذا لم يكن الوحيد لجميع العلوم والمعارف التي ارتقت بالانسان عقلا وروحا، بل وعلى كافة المستويات والمظاهر الحياتية المختلفة، ومن خلال اللغة استطاع فلاسفة اليونان القدامى أن يقدموا للانسانية كل الفنون العلمية والنفسية والاجتماعية والسياسية، وبما أن الشعر يعد أحد تلك الفنون اللغوية التي أولاها أولئك الفلاسفة عنايتهم واهتمامهم، فلا بد لنا هنا من التوقف قليلا عند هذه المحطة وهذا التكوين اللغوي الجميل والغامض، يرى أرسطو بان الشعر هو محاكاة للفنون التي يقسمها الى قسمين الأول: الفنون الجميلة والثاني الصناعات النافعة «العلوم» وتشترك الفنون الجميلة جميعا في صفة المحاكاة.. كما ورد في مبادئ النقد ونظرية الأدب .. ولكل فن جميل أسلوب في المحاكاة، لكن ليست كل محاكاة فنا جميلا، فالمحاكاة بالصوت هي قوام الشعر وقد تكون قوام الموسيقى، والمحاكاة بالشكل واللون هي قوام الفنون التشكيلية، والمحاكاة بالحركة هي قوام الرقص والمحاكاة هي الجانب المشترك بينها جميعا وتقوم المحاكاة على أسس ملائمة: 1- وسيلة المحاكاة. 2- الموضوعات الخارجية التي تحاكى. 3- طريقة المحاكاة. أما وسيلة المحاكاة في هذه الفنون فهي الوزن أو الايقاع واللفظ «اي اللغة» والنغم - أي اللحن - وكلها وسائل تشترك في صفة الامتداد الزمني «التعاقب الزمني» وهكذا نرى أن الامتداد الزمني أحد أهم عناصر جوهر الشعر عند أرسطو، وصحيح أن للمسرحيات عنصراً آخر وهو الجانب المرئي إلا أن أرسطو بعد هذا الجانب ثانويا، وكأنه يريد أن يقول أن الفن المسرحي، لا يفقد جوهره إذا اختفى الممثلون وراء ستار واسمعوا الناس حوارهم. لنعد الى وسائل المحاكاة الثلاث في الشعر الوزن واللفظ والنغم لنستنتج منها خمس حالات. 1- إذا انفردت وسيلة الايقاع وحدها كان الرقص. 2- إذا انفردت وسيلة اللفظ «اللغة» وحدها كان النثر. 3- إذا اجتمع الوزن واللفظ كان الشعر مديحاً أو ملاحم. 4- إذا اجتمع الايقاع «أي الوزن» والنغم كانت موسيقى الآلات. 5- إذا اجتمعت الوسائل الثلاث معاً: الوزن «أي الايقاع» واللفظ «أي اللغة» والنغم كان الشعر الغنائي وكانت المأساة وكانت الملهاة. هذه هي وسائل المحاكاة، لكن ما هي المحاكاة بذاتها؟ من خلال ما جاءتنا في كتاب مبادئ النقد ونظرية الأدب لـ د. رضوان القضماني ود. جودت ابراهيم، كانت المحاكاة عند افلاطون محاكاة للاشياء الحسية، والاشياء المحسوسة عنده لا تتعدى كونها نسخاً عقلية ثابتة، اما المحاكاة عند أرسطو فهي محاكاة للأفعال والشخصيات والانفعالات، أي أن محاكاة الفن للحقيقة هي محاكاة للفعل وهذا يتطلب ان يكون الشاعر موضوعيا يصور تصويرا صادقا يدع الوقائع تبين بنفسها عن نتائجها وبراعة الشاعر في الابانة عن القضايا العامة. ليست المحاكاة رواية للأمور كما وقعت فعلاً، بل رواية لما يمكن ان يقع فعلا وهذا هو مجال الخلق الفني والتوجيه الاجتماعي من هنا ينتج ان الشاعر يجب أن يكون صانع حكايات وخرفات أكثر منه صانع اشعار، لانه يحاكي الأفعال ومحاكاة الأفعال تتطلب ألا يتكلف الشاعر في اللغة لأن تنميقها يخفي الاخلاق والافكار، عندما يتكلم ارسطو عن محاكاة الطبيعة فإنه يعني محاكاتها من حيث وظيفتها الفنية في الشعر الموضوعي «شعر المسرحيات والملاحم» وترتبط هذه الوظيفة الفنية بالأحداث وترتيبها وبالشخصيات وخلقها من حيث صلتها بالطبيعة النفسية والطبيعة الخارجية هذه هي وسائل التصوير الشعري، فالمحاكاة لا تقتصر على رسم الظواهر بل تتعداها الى الاخلاق والوجدانيات والانفعالات، وبذلك تظل الطبيعة نموذجا للفن ومعيارا له، اما طريقة المحاكاة فتقوم على مفاهيم ثلاثة: الممكن والمحتمل والمستحيل، أي أن الشاعر أمام أن يمثل الاشياء كما هي في الواقع، كما يتحدث عنها الناس وتبدو عليه أو كما يجب أن يكون، وهذا يعني أولاً: أن يصور الأشياء كما هي، أو كما كانت وهنا عليه أن يراعي نماذج الواقع ليكشف عما يريد من وراء تصويره لهذا الواقع من حيث أن هذا التصوير هو اكمال للواقع. ثانيا: إن يصور الاشياء أو الاشخاص كما يراهم الناس ويعتقدون فيهم، كما في الحديث عن الأساطير واستخدامها في الشعر، وهنا على الشاعر أن يوضح قضايا نفسية ووجدانية تسهل اساغتها لدى الجمهور المعتقد بها . ثالثاً: يصور الأشخاص كما يجب أن يكونوا عليه، وقد اشتهر سوفوبكس في مسرحياته بانه يصور اشخاصه بهذه الطريقة، وهنا يقول ارسطو :«وبما أن المأساة محاكاة لأناس أفضل منها، فعلينا أن نتبع طريقة مهرة الرسامين، فهولاء حين يريدون تقديم صورة خاصة من الاصل يرسمون صورة أجمل من الاصل، وأن كانت تشابهه وهكذا حال الشاعر، فإذا حاكى أناسا شرسين أو جبناء أو فيهم نقيحة من هذا النوع، في اخلاقهم، فعليه أن يجعل منهم أناسا ملحوظين فيما هم عليه». وهكذا تحدثنا عن المحتمل أي اما أن تكون الشخصية في فعلها مساوية للطبيعة أو فوقها أو دونها، فالمأساة تصوير الجوانب السامية في الانسان والملهاة تصوير الجوانب الدنيا، أما ما يتعلق بالمستحيل فإن ارسطو ينفي الأمور اللامعقولة في المسرحيات ويعيب على من يعجبون بها أو يقبلونها لأنها تضاد مع الغاية من المحاكاة، يقول ارسطو : أما اذا ادخل الشاعر الأمر اللامعقول، وعرف كيف يضفي عليه مظهراً من الحقيقة، فله ذلك على الرغم من استحالته، وإلا فإن الأمور غير المحتملة في الاوديسيا، في قصة تعريض يوليس على الشاطئ لن تكون مقبولة «في الأغنية 31 من الاوديسيا عندما ابحر يوليس على السفينة ونام ولم يستيقظ حتى بعد نزوله الى الشاطئ» وهذا أمر يبدو واضحا لو أن شاعرا ضعيفا تقبل مثل هذه الامور في عمله، وهكذا نجد ارسطو يعارض في نظرية المحاكاة استاذة افلاطون، فافلاطون هاجم الشعر وعابه باسم الحقيقة وباسم الخلق، باسم الحقيقة لانه يحاكي مظهر العالم الخارجي، والعالم نفسه عند افلاطون ليس إلا محاكاة لعالم المثل وعابه باسم الخلق لأن الشعر يصور الآلهة فريسة للأهواء الانسانية، اما ارسطو فقد بين صلة الشعر بالحقيقة التي تستبين بالأفعال، وإذا كان افلاطون قد وضع الشعر في المكانة السادسة والفلسفة في المكانة الأولى، فإن ارسطو قد رفع الشعر الى منزلة فوق الفلسفة، وفوق التاريخ فقد جعل المحاكاة تمثل الأفعال الانسانية والعواطف، فهي خادمة للمعاني الانسانية والاجتماعية كما انه جعل المأساة والملهاة والملحمة في المكانة الأولى وترك المكانة الأخيرة للشعر الغنائي على عكس افلاطون، واجناس الشعر عن ارسطو: المأساة، الملهاة، الملحمة، وسوف نتحدث عنها في مناسبة أخرى إن شاء الله.
المراجع مبادئ النقد ونظرية الأدب.
| |
|
أحمد حمزة الأهدل مشرف ملتقى الشعر والنثر والخواطر
رقم العضويه : 13 عدد المساهمات : 77 نقاط : 53366 تاريخ التسجيل : 03/05/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : MMS :
| موضوع: رد: ماهية الشعر عند أرسطو الجمعة أغسطس 27, 2010 6:32 am | |
| أرسطو يُسمّي شاعراً (من يأتي بالمحاكاة في مزيج من الأعاريض) مثل استظراف الألفاظ وابتداعها ، ومحاكاة الطبيعة وما فيها من الصِوَر بأصدق التعابير والفِكَر... فأرسطو شاعرٌ بحقّ.
يرى بعض نقاد الأدب من العرب إن الإنسان قادر على المحاكاة متأثرا بالأقدمين من قبله وهذا ما يقوله الجاحظ في ((البيان والتبيين)) : (زعمت الأوائل أن الإنسان إنما قيل له : العالم الصغير سليل العالم الكبير ، لأنه يصور بيديه كل صوره ، ويحكي بفمه كل حكاية .. وإنما تهيأ وأمكن الحاكية لجميع مخارج الأمم ، لما أعطى الله الإنسان من الاستطاعة والتمكين ، وحين فضله على جميع الحيوان بالمنطق والعقل والاستقامة ) ونجد هنا أن الجاحظ يدور حول إحدى مبادئ أرسطو حينما قال: أن الإنسان أقدر الحيوانات على المحاكاة إلا أن أرسطو ربط ذلك بالشعر ونشأته ونموه.
أخي العزيز إبراهيم الشرقي ...الكلام والنقاش واستقراء أرسطو وشاعريته.. يحتاج إلى فتح مجال كبير وواسع .. ونحن هنا لسنا بصدده.. وإنما أنا هنا للتعليق ليس إلا
دمت أخي العزيز إبراهيم بود.. وسلمت أناملك على هذه الدراسة الرائعة.. التي أثريت بها محتوى ملتقانا الرااااااااائع. | |
|
إبراهيم الشرقي المدير العام مؤسس الموقع
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 2060 نقاط : 57530 تاريخ التسجيل : 11/02/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : حكمة : إبتسم ,, فالوجوه البائسه لا تصلح الا للشحاته MMS :
| موضوع: رد: ماهية الشعر عند أرسطو الأحد أغسطس 29, 2010 2:28 am | |
| اشكرك عزيزي احمد على تعقيبك
دمت بود | |
|