الكنب...لا صوت يعلو فوق صوت المعاناة !!

الكنب... إحدى قرى مديرية المراوعة، تقع شرق مدينة الحديدة على بعد 21كم ، وهي نموذج فريد من نماذج الحرمان الذي تعيشه معظم قرى تهامة لكنها تربعت على عرش الحرمان وتقبلت بصدر رحب كل تلك المعاناة والتضحية فقط من أجل ( البقاء).
قرية الكنب بكاملها ورغم أن فيها مئات الأسر وآلاف الأفراد إلا أنها ما تزال تفتقد لأبسط مشاريع البنى التحتية بداية بالمياه التي هي أساس الحياة كما يقولون بالإضافة إلى غياب المؤسسات التعليمية فلا وجود حتى لمدرسة ابتدائية رغم عدم وجود مدرسة قريبة توفر على الأطفال عناء قطع الخط الرئيسي ( الحديدة –صنعاء) .
وإذا تحدثت عن الكهرباء فالكبار والمسئولون هنا يتقنون اللعبة فهم لا يحتاجون لهؤلاء الناس إلا في حالة ( الزحمة ) واقتراب موعد استحقاق انتخابي جديد ، بمعنى عندما يصبح الفرد = صوت ووحدها مرحلة الانتخابات تفتح لهم منفذاً لأخذ أصواتهم فقط دون أن يحصلوا على أدنى حقوقهم .
ولأن معظم هؤلاء الناس مشبعون من البحث عن الحقوق فهم لا يزالون يعيشون تحت أنقاض الغفلة والإهمال ، يعانون أشد العناء فالماء الذي هو أساس الحياة لم يجد له طريقاً إليهم فهم إما يسافرون إلى ظهر الوادي لجلب الماء أو يتحملون مشقة شراء الماء باللتر الواحد ، غير أنه توجد هناك تعاون بسيط من ناحية المتواجدين في مبنى إرسالات المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون هناك .
وبالإضافة إلى معاناة المياه فهناك التعليم فلا توجد حتى فصول دراسية أساسية في القرية لذلك فإن تلك الأسر تودع كل صباح أطفالها ليجتازوا كابوس الخط الرئيسي من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة .
وللكهرباء تاريخ آخر ، ففي مديرية المراوعة لايتم تنفيذ المشاريع الكهربائية إلا بعد بلوغ السن القانونية التي قد تتجاوز عشر سنوات إلى خمسة عشر سنة من الذهاب والمجيء والطواف بمرافق الكهرباء والأكثر من ذلك ما يحدث في المحافظة من انقطاع مستمر للتيار حيث تصل الانقطاعات بالمتوسط سبع ساعات بشكل يومي بما فيها أوقات الليل وساعات النهار الملتهبة .
وأخيراً أعتقد أن أول المهام في سلم الأولويات لهذه القرية المنكوبة هي إيجاد المياه والتعليم وليتحملوا عناء الكهرباء بعد ذلك .
ونقول للمسئولين في مديرية المراوعة بل والمحافظة بوجه شامل اعلموا أنكم جئتم لخدمة هذا المواطن فصوته من أوصلكم إلى منصبكم هذا وخير البر عاجله .