مدير مديرية كعيدنة لـ«المصدر أونلاين»: ولا بوه واحد اشتكى لاعندي ولجنة حقوق الإنسان يرحبوا فوق العين والرأسالمصدر أونلاين يواصل نشر الملف الذي لم يفتح من قبل: العبيد والجواري في اليمن (3)المصدر أونلاين- خاص: عمر العمقي
للأسف حدث التباس عند بعض القراء الذين انحصرت نظرتهم حول
عدم تحريم ديننا الإسلامي للعبودية، وبالتالي جواز بقاء الحال على ما هو
عليه، فيما اعتبر البعض أن هؤلاء العبيد هم ممن يسمى بشريحة الأخدام!
وللطرف الأول نقول بأن الإسلام قضى على العبودية عبر
تشريعاته المحفزة والداعية لعتق رقاب العبيد والجواري، بل وجعلها الوسيلة
الأولى للتكفير عن ذنوب وخطايا المسلمين..
وللطرف الثاني نؤكد بأن السكان المحليين في تهامة ينظرون
إلى شريحة العبيد بأنها أرقى من فئة الأخدام. ومع أن كليهما يتعرضان لنظرة
تمييز عنصرية، إلا أن القبيلي قد لا يتردد في تزويج ابنته من أحد العبيد،
في حين يستعصي تماماً على المحسوبين على فئة الأخدام الاقتران بفتاة حرة
أو جارية على السواء.
فيما يلي من السطور، ينشر "المصدر أونلاين" الجزء الثالث من الملف الذي لم يفتح من قبل.. إلى التفاصيل:
مدير مديرية كعيدنة محمد سعد طبقة لـ«المصدر أونلاين»:
ولا بوه واحد اشتكى لاعندي ولجنة حقوق الإنسان يرحبوا فوق العين والرأس
* ما تعليقك على ما نشرته صحيفة «المصدر» عن العبيد والجواري؟- والله.. ما أنا داري بحاجة.. أنا كنت مسافر في الأردن معي مرض.
* ألم يخبرك أحد بذلك؟- بس.. ما أعرفش التفاصيل كلها عن ما نشرته.
* الحكاية ببساطة أن كعيدنة لا يزال فيها كثير من العبيد والجواري؟- مقاطعاً.. قد صدرت لهم أحكام قضائية.
* متى؟- قبل سنتين.
* تقصد قضية عتق العبد قناف؟- أيوه.
* لكنني أسألك عن بقاء الآخرين رهن العبودية والرق؟- أنا قلت لك كنت مسافر معي مرض.
* لكنك تدير شؤون المديرية منذ ثلاثة عشر عاماً؟- نعم.
* ألم تسمع أنين الجواري ونحيب العبيد؟- لا ... ولا بوه واحد قد اشتكى لاعندي.
* كيف؟- والله ما بوه من خبر من هذا الخبر.
* الآن وزارة حقوق الإنسان شكلت لجنة لتقصي الحقائق، وستقوم بالنزول الميداني إلى مديرية كعيدنة؟- يرحبوا يا خبير.. فوق العين والرأس.
* وبماذا ستجيب عليهم؟- كل شيء بوقته حلا.
* كم عدد العبيد والجواري عندكم؟- أنا ما قد سمعت بأحد.
* ألم تسمع عن «شعيّة» و«زليخة» و...؟- مقاطعاً: شوعية، شيعة.
* الجارية شعية المملوكة للشيخ أحمد شيخ؟- مرة أخرى، شوعية.
* شعية بنت سيارة بنت خادم سعد؟- شعية.
* شعية، ش، ع، ي، هاء؟- يأخذ قلماً وورقة ويدون اسمها، شعية عند من قلت؟
* عند الشيخ أحمد شيخ وأولاده في بني جبران عزلة صواخ مديرية كعيدنة.. ولكن الأمر لا ينحصر على شعية وحدها؟- خلينا نتأكد ونتواصل غداً.
* هناك ثلاثة من أعضاء المجلس المحلي في المديرية لديهم عبيد وجوارٍ؟- انتهت المقابلة.
مكالمة تلفونية مع عضو المجلس المحلي لمديرية كعيدنة فواز جبران * ألو.. الشيخ فواز جبران؟- أهلاً وسهلاً.
* ما هو تعليقك على ما نشرته «المصدر» عن وجود عبيد وجوارٍ في منطقتك؟- أول حاجة أشتي أوضح لك شيء.
* تفضل.. ما هو الأمر؟- ما بش لي علاقة بما تعرضت له الأسبوع الماضي.
* من قاموا بالتقطع علينا قالوا بأنك من وجهت بذلك؟- لا.. والله مالي علم.
* لقد طلبوا منا أن نذهب برفقتهم إلى عندك؟- لكن أنا ما قلت شيء لهم.
* وحينها قالوا أولاد عمك بأن علينا الاتصال بك؟- وليش ما تتصل.
* أنا رفضت ذلك؟- وقمت بنشر ذلك في الصحيفة.
* نشرت ما حدث دون أي زيادة.- صحيح.. لكن أنا ما لي دخل بهم.
* دعنا نعود إلى موضوعنا الرئيسي؟- ما تشتي؟
* اليوم السبت 26 يونيو، عقد المجلس المحلي اجتماعاً من أجل قضية العبيد والجواري التي قامت «المصدر» بالكشف عنها.. أليس كذلك؟- أيوه.. عقدنا اجتماع وهو اجتماع اعتيادي.
* وما الذي تم مناقشته؟- مشاريع المديرية.
* وقضية العبيد والجواري؟- هذه انتهت قبل الثورة.
* ابن عمك قام قبل عامين ببيع أحد عبيده، وفي قريتك تحديداً لا تزال أقدام العبيد والجواري تمضي ليلاً ونهاراً؟- وين؟
* انظر من نافذة منزلك.. وستراهم في الحقول والمزارع.- يسكت.
* لماذا لا تجيبني؟- تعال لاعندي واحنا بنتكلم.
* وما الذي نعمله الآن؟- ما ينفعش في التلفون.
* نحن نقوم بتسجيل حديثك كما هو وسننشره دون زيادة أو نقصان.. ولهذا بوسعنا الاستمرار في الحوار.
- لا.. عندما تجي لاعندنا نكمل كلامنا.
* أنا الآن في صنعاء.- اختار المكان الذي تشتي نلتقي فيه وأنا أجي لاعندك.
* إذن سنكتفي بنشر هذا وسأفكر جيداً في طلبك.- إلى اللقاء.. مع السلامة.
أم حل عندكن يا سيادة أم ريس!،،،،،،
على مدى الأسبوعين الماضيين تلقت هيئة تحرير "المصدر
والمصدر أونلاين" اتصالات من أشخاص نحتفظ بهويتهم، تشير إلى رغباتها في
تحرير وعتق ضحايا العبودية في محافظتي حجة والحديدة. ومع نبل مقصدهم وعظمة
مبادرتهم، المكلفة في حدها الأدنى نصف مليون ريال عن كل نفس تنال حريتها،
حسب تقدير سيارة بنت خادم سعد التي لا يزال ثلاثة من أولادها رهن
العبودية، إلا أن هناك معوقات قانونية تعيق تحرير العبيد والجواري.
بلا شك، يبدو الأمر مثيراً للغاية، فالقانون يعارض تماماً
هذه الخطوة التي قد تدفع أحدهم إلى التكفل بعتق رقبة عبد مملوك، حيث ينص
قانون الجرائم والعقوبات اليمني على سجن كل من ساهم بذلك مدة لا تقل عن
عشر سنوات! وبهذا النص القانوني المنافي لأحكام شريعتنا الإسلامية الحنيفة
التي دعت إلى تحرير العبيد وعتقهم، قد يتراجع الكثير عن المساهمة في عتقهم
خوفاً من ملاحقتهم قضائياً.
فالمادة القانونية تنص على أن يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن
عشر سنوات كل من قام ببيع أو شراء أو التصرف بأي إنسان.. ربما أن المشرع
استمد ذلك النص من الدستور الذي حرم العبودية وأكد على أن الناس سواسية،
وبالتالي أقر معاقبة كل من يقوم بالشراء أو البيع حتى وإن كانت لديه نية
صائبة المقصد منها عتق رقبة المماليك.
في أواخر العام الماضي نشرت وسائل الإعلام تصريحاً للنائب
العام الدكتور عبدالله العلفي أكد فيه على إحالة المتورطين في قضية تحرير
العبد قناف إلى المحكمة المختصة.
ومع أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة، بسبب وجود قوى نافذة فيها،
إلا أن الخوض في مثل هذه القضايا يثير مخاوف الكثير من المتحمسين لتحرير
عبيد اليمن.
تبدو المسألة عويصة وعصية، لكنها بحسب الجارية مصوعية: "أم حل عندكن يا أم ريس.. أشا حرية، عاد شى أكثر من كذا.. نكون أحرار".