إبراهيم الشرقي المدير العام مؤسس الموقع
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 2060 نقاط : 57520 تاريخ التسجيل : 11/02/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : حكمة : إبتسم ,, فالوجوه البائسه لا تصلح الا للشحاته MMS :
| موضوع: الدهميه... عتبة من عتبات مدينة الحديده واستراحة المسافرين في القدم السبت أكتوبر 16, 2010 8:43 pm | |
| الدهميه... عتبة من عتبات مدينة الحديده واستراحة المسافرين في القدم
حين اسمع باسمها ينتابني شعور غريب يعيد ذاكرتي الى الزمان والمكان ذلك الحي الضيق الواقع مابين حارة الصديقية وشارع المعدل حاليا ويعود سبب تسميتها كما روى لي القدامى الى شخص كان يسكنها يقال له ابن الدهمي كان له بئر فيها يرتاده الجمالون من الريف اي اصحاب الجمال المحلة بالبضائع ليسقوا منه جمالهم ولا زلت اعرف مكان البئر كما وصفه لي القدامى ممن كانوا يرتادونه في صغرهم ذاك الزمان بالاضافة الى كون ابن الدهمي من المشهورين في ذاك الزمان ومن اشهر ما اشتهر به هي ناقته التي كان يضرب بها المثل في التغنج والخيلاء كما قال الشاعر سي علي باري الاهدل في وصفها:
خميس قايمه تشول على أمزبير كناقة ابن أمدهمي مضن على ابن امدغفول ذاك الوسخ اللخمي حلفن ماتنزل خصبول وعاد أمطير مارمي
قصة هذه الابيات الذي وصف بها الشاعر دلال ناقة ابن الدهمي هو ان ابن الدغفول كان لديه حصاد في حقله في ذلك اليوم وكان من ضمن الحاصدين فتاة مشهورة في تلك المنطقة بدلالها على الكل ويقال لها (خميس) واشترطت على صاحب الحقل (ابن الدغفول ) انها لن تبدا الحصاد معه الا اذا اصطاد لها ذاك الطير المحلق بعيدا في السماء وبالطبع لبى طلبها ابن الدغفول واصطاد لها الطير وكان في حضرة شاعرنا فقال فيهم ماقال
وقد كانت الدهميه في قديم الزمان هي بمثابة (ترانزيت) لبعض الريفين اللذين كانوا يدخلون بجمالهم محملة بالبضاعه
وكانت هي استراحتهم الوحيده وفيها يجدون فطورهم الذي كان ايضا ياتي من الريف يوميا كـ (القارص والكدر والكبان وغيره)
وعلى مر الزمان شهدت مدينة الحديده تطور وتوسع عمراني لكن الدهميه لن تاخذ نصيبا كبيرا من هذا العمران وكذلك حُجبت اشعة الشمس عنها بارتفاع مباني المدينة من حولها وقد كان لي نصيب من هذا الحي حين كنت استيقظ في الصباح على زقزقة العصافير لاذهب الى سوقها المتواضع الجميل لاجد اشراقة صبح وليد يتخلل المكان فبائعات المطبق والشاي يرتصون على جنبات الطريق بانتظام بينما يقبع بائع الليمون بالقرب منهم بعربته المتهالكه وخلاط الليمون القديم الذي لن تخلوا عربته من تجمعات للنحل بل ايضا الذباب ولكن رغم عدم صحة الشراب الا اني احبه جدا بعد ان اكون قد اقتنيت قطع المطبق المقرمشه من احدى البائعات بالقرب منه
ثم اعود الى البيت وقد اخذت نصيبي من اشراقة ذلك اليوم ولكن لا يزال اليوم ينتظرني فانا لا محالة عائدا لاستمتع بوجود بائعي (الثريب والقارص) وكذلك هناك من يبيعن (الكدر) ويرددن عبارات ترويجية مشهورة كمثل (حق أمجهله يا جهلة .. شيبة تشا أيشوا ) بمعنى ان الخبز هو مفيد للاطفال ولكن بالمقابل فيقف امام الباعة شيخ كبير وليس طفل فهي تنهي كلامها بدعوة الشيخ الواقف امامها للشراء منها ) لا يطول تجوالي كثيرا فانا اخذ ما احتجت اليه بسرعة لاعود الى البيت فبالتاكيد لي عودة اخرى في نفس اليوم فاعود في الظهيرة متجهاً الى بائع الحلوى الذي يقبع بجوار زوجته بائعة الطماطم على احدى ابواب دكان قديم من الخشب يبيع صاحبه (العجور)( رحمهم الله جميعا) آخذ نصيبي من تلك الحلوى اللذية الساخنة واعمل جولة في السوق مرورا على بائعات الشاي المرتصين على دكات احد الدكاكين الكبيره غير اني لا احب التطلع الى الدكاكين والمحلات واكتفي فقط بالتطلع الى الباعة المرتصين على جنبات الطريق بعدها اتجه شمالا لاجد بائعات الكدر واللحوح قد جلسن في مكان واحد بالقرب من بعضهن في خط مستقيم وكلهن يتنافسن بالترويج لبضاعتهن على انها الافضل وهذا حالهن فاشتري من اكبرهن سنا تجنبا للمشاكل ثم اتعمق في السوق الى الداخل قليلا لاصل الى بائعي الموز وكذلك السمك لاخذ نصيبي من باقي السوق واعود وقد انهيت كل مالدي من السوق في ظهر اليوم لاودع السوق على امل اللقاء به في اشراقة اليوم الثاني
ولكني بعد ان تركت ذلك المكان لفترة طويلة وعدت في احدى المرات لارى ذلك السوق في حال يرثى له كدت ابكي عليه فلا بائع حلوى يوجد ولا بائعات المطبق هناك ولا كدر ولا كبان ولا الناس نفس الناس ولا شئ يذكرني بطفولتي هناك سوى ان الشارع لايزال كماهو ولكنه خاليا وايضا مكسرا تتعثر فيه ان اردت دخوله عدت ادراجي تاركا المكان وكلي حسرة على تلك الايام الجميلة التي قضيتها في ذلك الحي وسوقه المتواضع ولم اعد افكر بزيارته خوفا ان اجد الاسوء فيه
مع خالص حبي واحترامي
انتظروني في حارة من حارات الحديده القديمة إبراهيم الشرقي
| |
|
فضل الشرقي عضو جديد
رقم العضويه : 9 عدد المساهمات : 28 نقاط : 53258 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : MMS :
| موضوع: ابداع الأحد أكتوبر 17, 2010 5:20 pm | |
| اخي ابراهيم مشكوووووور على طرحك فقد فصلت الدهميه تفصيلا دقيقاُ باقي لك سوق المراوعه لكنه مايتغير | |
|
إبراهيم الشرقي المدير العام مؤسس الموقع
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 2060 نقاط : 57520 تاريخ التسجيل : 11/02/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : حكمة : إبتسم ,, فالوجوه البائسه لا تصلح الا للشحاته MMS :
| موضوع: رد: الدهميه... عتبة من عتبات مدينة الحديده واستراحة المسافرين في القدم الأحد أكتوبر 17, 2010 9:41 pm | |
| - فضل الشرقي كتب:
- اخي ابراهيم مشكوووووور على طرحك فقد فصلت الدهميه تفصيلا دقيقاُ باقي لك سوق المراوعه لكنه مايتغير
الف شكر اخي فضل على حضورك هنا انتظروا المزيد قريبا مع حكايا حارات وقرى تهامه | |
|
عبد القادر الشرقي
المستشار الإداري
رقم العضويه : 2 عدد المساهمات : 358 نقاط : 54329 تاريخ التسجيل : 20/02/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : العمر : 41 حكمة : إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر MMS :
| موضوع: رد: الدهميه... عتبة من عتبات مدينة الحديده واستراحة المسافرين في القدم الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 4:52 am | |
| كم أنت رائع يا إبراهيم بتسليطك الضوء على هذه البقعة من محافظة الحديدة فقد ترعرعت فيها وأكلت من سوقها وقد كنت في يوم من الأيام أحد أولئك الباعة الذين يكسبون رزقهم منها وقد كان ذاك العجوز صاحب الدكان القديم جدي رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ولي بشارات أحببت أن أضعها بين يديك اليوم بعد مرور لموضوع الجميل ومروري على المآسي التي اختتمت بها هذه المقالة أما أصحاب الكدر والكبان فبإمكانك أن تجدهم الآن وتشتري منهم فقد تواجدوا بعد غيابهم لكن الجودة لا توازي جودة القدماء وأما الشارع المكسر فبما أن الانتخابات اقتربت فقد بدأوا بردمه سعياً إلى زفلتته نسأل الله أن يتم ذلك ألف شكر لك مرة أخرى وننتظر جديدك | |
|
إبراهيم الشرقي المدير العام مؤسس الموقع
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 2060 نقاط : 57520 تاريخ التسجيل : 11/02/2010 بلد الإقامه : جنسيتي : جنسي : مزاجي : هوايتي : مهنتي : حكمة : إبتسم ,, فالوجوه البائسه لا تصلح الا للشحاته MMS :
| موضوع: رد: الدهميه... عتبة من عتبات مدينة الحديده واستراحة المسافرين في القدم الأربعاء ديسمبر 15, 2010 7:02 am | |
| - عبد القادر الشرقي كتب:
كم أنت رائع يا إبراهيم بتسليطك الضوء على هذه البقعة من محافظة الحديدة فقد ترعرعت فيها وأكلت من سوقها وقد كنت في يوم من الأيام أحد أولئك الباعة الذين يكسبون رزقهم منها وقد كان ذاك العجوز صاحب الدكان القديم جدي رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ولي بشارات أحببت أن أضعها بين يديك اليوم بعد مرور لموضوع الجميل ومروري على المآسي التي اختتمت بها هذه المقالة أما أصحاب الكدر والكبان فبإمكانك أن تجدهم الآن وتشتري منهم فقد تواجدوا بعد غيابهم لكن الجودة لا توازي جودة القدماء وأما الشارع المكسر فبما أن الانتخابات اقتربت فقد بدأوا بردمه سعياً إلى زفلتته نسأل الله أن يتم ذلك ألف شكر لك مرة أخرى وننتظر جديدك فعلا لي ايضا هناك ذكريات ولكنها بالفعل لا تفوق ذكرياتك فانا الضيف وانت صاجب الدار تحياتي | |
|