التهامي مش صعيدي

التهامي مش صعيدي
الثوره /أحمد الظامري


مازالت الدراما اليمنية فقيرة بنصوصها
وتعتمد على عنصر الإضحاك الخالي من المضمون بهدف جذب المشاهد وهو مأخذ
تناوله الإعلام في كثير من المناسبات إلا أن أجواء إنتاج المسلسلات اليمنية
وتوقيت عرضها المقتصر على شهر رمضان ساهم بقدر كبير باستنساخ مسلسلات
التهريج التي تخاطب الجمهور الأمي فنيا وتدغدغ مشاعرهم.
لم تكن الكوميديا إطلاقاً تكليف رجل
للقيام بدور امرأة وكأن الممثلات (عدموا من السوق)على رأي المثل الشعبي
والقيام بحركات بلياتشو بهدف الإضحاك، ولم تكن الكوميديا أيضاً تناول
اللهجة التهامية بأسلوب تهكمي وتحويل التهاميين لصعايدة وهو خط دأبت
الدراما اليمنية على المضي فيه منذ فترة طويلة.
قبل أيام تلقيت العديد من الاتصالات
المستاءة من حلقة التهاميين في مسلسل( همي همك ) وطريقة تناول الحلقة للهجة
التهامية (بتقعير) شديد ونطق غير سليم من شخصيات المسلسل مما يدعو للتساؤل
عن السبب في عدم إسناد الأدوار لممثلين تهاميين في كثير من السيناريوهات
التي تتطلب تواجد شخصيات تهامية.
ضحكت كثيرا وأنا أسمع كلمات غير تهامية
تختتم بضمها من أبطال المسلسل مثل كلمة طلي أو كلمة ليش أو مع أنها معروفة
في تهامة لمه وضم كثير من الكلمات التي لا تضم لإثبات أن الحلقة تناولت
اللهجة التهامية وبصورة سريعة تذكرت مداعبة أحد الأصدقاء لي ذات مرة حين
قال هاتي الروتو ويقصد الحديث معي باللهجة التهامية.
شخصيا أنا ومعي كثير من أبناء تهامة نرفض
تحويل التهاميين في الدراما اليمنية لصعايدة آخرين مثلما حدث مع الدراما
المصرية التي انزلقت ومن دون أن تشعر لرسم صورة نمطية عن الصعيدي تغلب
عليها الغباء والثأر وعدم الهندام مع أن معظم العباقرة الذين أثروا الحياة
السياسية والعلمية والثقافية والأدبية في مصر ينحدر أصولهم للصعايدة.
الأمر بطبيعة الحال ليس تعصباً لمنطقة
فكل شبر من اليمن غالي على قلوبنا لكنه تنويه وملاحظة اكتبها بعد انزلاق
عدد من الإعلام الفنيين في رسم هذه الصورة عن التهامي الذي أنجب عبده بورجي
وصدام وأحمد فتحي ويوسف الشحاري عبدالباري طاهر وعبدالهادي الخضر والعمري،
وكثير من الرموز الثقافية والأدبية التي أثرت الحياة اليمنية وبالتالي فأن
الشخصية التهامية لديها الجانب الإيجابي والسلبي وليس كما تصوره الدراما
اليمنية.
عموما الدراما ليست أما دحباش أو تهريج
على طول الخط فهناك عناصر في أي عمل فني أن توافرت سمى عملاً فنياً وفي حال
غيابها لن يكون أكثر من مجرد تهريج.

http://www.althawranews.net/newsdeta...x?newsid=75115

احنا الذي خربناها ياصديقي

شكراً إبراهيم على النقل المتميز لقامة متميز مثل الظامري أحمد


بالفعل


لماذا لم يوكلوا الأمور إلى أهلها أو يكفوا عن ذلك؟!